الاستعداد لولادة الطفل

كيفية تنظيم نفسك بشكل صحيح لميلاد طفلك وتقليل صعوبات الانتقال إلى الأبوة والأمومة.

وصلنا إلى المنزل مع الرزمة الصغيرة…ماذا سيحدث الآن؟

لا يأتي الطفل مع “تعليمات التشغيل”، بالإضافة إلى ذلك، لا أحد يجهزنا حقًا للتغيير الكبير الذي يحدث مع وصوله. سرعان ما نكتشف أن التغيير يمس كل مجال من مجالات حياتنا.
هنالك العديد من المواضيع التي إذا خصصنا لها التفكير والتخطيط، يمكننا أن نخفف من خلاله التغيير السعيد وغير السهل الذي ينتظرنا عندما نصبح والدين.
في معظم الحالات، لا نعرف مسبقًا الوقت المحدد الذي سيصل فيه مولودنا الأول للعالم وقد “يُقبض” علينا غير مستعدين. لذلك يُنصح جدا الاستعداد لهذا الأمر مسبقًا:

  •  يُنصح بشراء وتحضير جميع الأغراض اللازمة مسبقًا للأيام الأولى. يمكن الاستعانة بأفراد العائلة/الأصدقاء لإعداد القائمة (قد تحتوي القائمة التي يمكن العثور عليها في متاجر الأغراض على أغراض غير ضرورية ويمكن الانتظار لشرائها). لمن لا يرغب في إحضار الأغراص قبل وصول الطفل، عليهم على الأقل طلب الأغراض مسبقا والتأكد من وصولها عند الولادة فورًا، بينما لا تزال الأم في المستشفى. كرسي الأمان للسيارة هو ضروري إذا كنتم لا تسكنون بالقرب من المستشفى.
  • يُنصح بالاتفاق مسبقًا مع شخص ما (ممرضة، الأم، صديقة جيدة) حتى تكون معكم في الأيام الأولى من أجل مرافقتكم وإرشادكم أثناء الاستحمام الأول، تغيير الحفاظات، إطعام الطفل وتنويمه. 
  •  إذا كنتم مشغولين جدا أو لا تمتلكون المهارة اللازمة… قوموا بالاستعانة بالأقارب/الأصدقاء للمساعدة في تركيب السرير/الخزانة الصغيرة/خزانة الملابس/عربة الأطفال/حوض الاستحمام والتسوق الأساسي للأيام الأولى بعد الولادة.

بالإضافة إلى الجوانب العملية من الاستعدادات، هناك مجالات متساوية الأهمية من المستحسن للغاية التفكير بها مسبقًا:


إنشاء حدود:

سيكون من المفيد والصحيح تحديد من هو المناسب لإدخاله إلى المنزل، ولأي فترات زمنية ولأي حاجة – سيطلب العديد من الأشخاص ذوي النوايا الحسنة القدوم للمباركة، أو تقديم المشورة أو محاولة المساعدة ولن يكون ذلك دائمًا يناسبك… هذا هو الوقت المناسب تمامًا لتتعلم أن تقول “لا، شكرًا”، أو إذا كنتم مهتمين بتلقي المساعدة – حددوا بالضبط توقعاتكم ورغباتكم. إذا كنتم مهذبين للغاية ولم تضعوا حدودًا، فقد تجدون أنكم متعبون ومحبطون. في نفس السياق – سيرغب والداها/والداه اللذان أصبحا أجدادًا للتو في القدوم لرؤية الحفيد/ة – يجب أن تتفقوا بينكم على كيفية السماح لهم من ناحية بالحضور في الأوقات المناسبة لهم والاستمتاع بالحفيد/ة ومن الناحية الأخرى الحفاظ على روتين يومكم – دون الشعور بالإهانة أو الغضب.


تنظيم الروتين اليومي:

تحولتم فجأة من زوجين شابين يملكان الوقت لأنفسهما إلى والدين تدور حياتهما حول طفل عاجز يحتاج إليكم كل دقيقة من اليوم. لم يعد هناك الخروج للتنزه العفوي ولا مزيد من النوم… بالإضافة إلى ذلك، تكون الأم (عادة) موجودة في إجازة أمومة، ويعود الأب إلى روتين عمله. سوف تشعرون بالتعب ومن المهم تقسيم وقت رعاية الطفل بينكما حتى يستريح كل منكما. من الممكن تقسيم ساعات التغذية في الليل بينكما، وبالتالي منح كل واحد منكما عدة ساعات متتالية من النوم. أيضًا، يجب تحديد أوقات منتظمة للاستحمام. الروتين والنظام اليومي مهمان لكل من الطفل والوالدين ويمكن أن يساعد هذا الأمر أيضًا في وضع حدود للزوار. 


الإرضاع أو استخدام الغذاء البديل:

يوجد اليوم ضغط كبير على الأمهات لإرضاع أطفالهن. لا تنجح كل واحدة بالقيام بذلك ولا يناسب هذا الأمر جميعهن. اصغين لأنفسكن وجسمكن – على الرغم من وجود العديد من الفوائد للرضاعة الطبيعية، لكن نمى عدد لا يحصى من الأطفال على بدائل الحليب وهذا لم يضر بصحتهم أو ينتقص من جودة الأبوة/والأمومة. 


المواجهة على المستوى النفسي:

كما ذكرنا سابقًا، فإن مجيء الطفل إلى العالم مصحوب بالفعل بفرح وإثارة كبيرين، ولكنه أيضًا مصحوب بصعوبات ولحظات أزمة:
أولاً، قد تكون الأيام التي تلي الولادة صعبة على الأم. قد تعاني من الألم، الإرهاق، تقلبات المزاج، الاكتئاب نتيجة التغيرات الهرمونية التي تحدث في جسدها. يمكن أن يشعر الزوج أيضًا بالتوتر والقلق. يمكن أن يتسبب هذا الوضع في حدوث توترات بين الزوجين أو بينهما وبين أفراد الأسرة الآخرين. من المهم جدًا أن تكونوا على دراية بهذا الاحتمال وأن تفعلوا كل شيء حتى يكون التواصل بينكما صادقًا ومفتوحًا. سيساعدكم أيضًا إذا تعاملتم مع رعاية الطفل وأي مجال آخر خلال هذه الفترة على أنه “مهمة زوجية” وليس مهمة تقع على عاتق طرف واحد. لا يوجد “مسؤول” و “مساعد”.  كلاكما شريكان كاملان.


خلق حدود في الجانب العاطفي:

إن الحاجة الكبيرة إلى المساعدة والاعتماد عليها تجعل من الصعب علينا أحيانًا وضع حد. إن التفكير في أننا سنعبر عن عدم الرضا أو رفض طلب الشخص الذي جاء لمساعدتنا، قد يجعلنا نفعل أو نقبل أشياء لا تروق لنا. التواصل المفتوح مهم أيضًا هنا. يميل الأشخاص إلى تقديم المساعدة بطريقة يعتقدون أنها صحيحة – من المهم أن نعرف كيفية التعبير عن احتياجاتنا بوضوح حتى نحصل على المساعدة التي نحتاجها وليس المساعدة التي يريدون تقديمها لنا. لا يجب أن تكون المساعدة عملية. في بعض الأحيان يمكن أن تكون المحادثة مع شخص مقرب مفيدة جدًا.


ألف مبروك!!!


محتوى مشابه وجذاب