مهارات اجتماعية

تعزيز المهارات الاجتماعية في مرحلة الطفولة: عملية التطور، وعوامل الصعوبة، وأساليب التدخل.

إنه لأمر مؤلم للغاية أن تسمع طفلك يعود من الروضة أو المدرسة ويشكو: “لا أحد يريد أن يلعب معي!” ، “لم أعد أرغب في الذهاب إلى المدرسة، أتعرض للضرب طوال الوقت!”.


أيضا مكالمة هاتفية من معلمة الروضة أو المعلمة أو أحد الوالدين: “لقد ضربني مرة أخرى اليوم في الروضة، أطلب أن تتحدثول معه …” أو مرة أخرى كان وحيدًا في الساحة، مما يتسبب في عدم الراحة والعار والإحراج.


تشرح هذه المقالة ماهية المهارات الاجتماعية، كيف تتطور، ما قد يسبب صعوبة في تطوير المهارات الاجتماعية، وكيف يمكن لمجموعة علاجية أن تساعد. 


المهارات الاجتماعية هي القدرة على التعرف على مشاعري، التعرف على مشاعر الآخرين، بدء التفاعل والاستجابة لها بشكل فعال، فهم الرسائل اللفظية وغير اللفظية والقدرة على الاندماج في النظم الاجتماعية مع القواعد واللوائح.


أهمية اكتساب المهارات الاجتماعية

يعتبر الجزء الاجتماعي للأطفال عاملاً مهمًا جدًا في نموهم. تُبنى الصورة الذاتية على ما يستوعبه الطفل من بيئته: من عائلته وأصدقائه ومجموعة أقرانه. من المرجح أن يعاني الطفل الذي يشعر بأنه مرفوض أو غير مرغوب فيه أو غير قادر على الاندماج الاجتماعي من تدني احترام الذات. يمكن أن يعاني هذا الطفل من العزلة الاجتماعية، ضائقة عاطفية، مما يجعل من الصعب عليه أحيانًا تكريس نفسه لتحقيق مهام تطورية إضافية مثل الجزء التعليمي.


سيصاحب الشعور بالفشل أو الصعوبة الاجتماعية الطفل أيضًا في مرحلة البلوغ: القدرة على التكيف مع بيئات مختلفة مثل أماكن العمل الجديدة، القدرة على تطوير العلاقات بينه وبين الأشخاص بناءً على تجارب طفولتنا، على عملية تطوير المهارات الاجتماعية. سترافقنا الصعوبات الاجتماعية إلى حياة البالغين وتؤثر على هذه القدرات.


عملية تطوير المهارات والكفاءات الاجتماعية

القلق من الغرباء عند الأطفال، الذين بدأوا في تطوير علاقة مميزة مع والديهم، هو بداية الفهم الاجتماعي.

طفل يبلغ من العمر عام واحد – يلعب ألعاب “كوكو”، “خذ وأعطي”، يحضر الأشياء – هذا سلوك اجتماعي؛

في سن عام وشهرين تقريبا، يبدأ الطفل باللعب “كأن”، التظاهر، تقليد المواقف الاجتماعية، والغضب عند أخذ لعبة منه.

من سن الثانية – سيصبح اللعب أكثر رمزية، وسيكون هناك استخدام بدائل للأشياء. على سبيل المثال: ستتحول الطاولة إلى منزل، وسيكون هناك توجه للبالغ ورغبة في اللعب معه.

في سن الثالثة تقريبًا – تبدأ المعاملة بالمثل، يقلد الأطفال بعضهم البعض، وهناك تفضيل لمن يلعبون معه. تبدأ صراعات القوة والسيطرة.

في سن الرابعة – الخامسة، يتطور لعب الأدوار، يقوم الأطفال ببناء مواقف اجتماعية كاملة من خلال اللعب التخيلي. يتطور مفهوم الصديق أيضًا ويتضح التفضيل الواضح للأطفال الذين يريدون اللعب معهم.

في سن 6-7 – يصبح الجزء الاجتماعي مهمًا. يتفحص الطفل مكانه في المجموعة أمام الآخرين. هناك علاقة واضحة مع صديق مقرب. وهناك ممارسة ألعاب جماعية تتميز بقواعد واضحة ومنافسة.


صعوبات في المهارات الاجتماعية

هناك نوعان رئيسيان من الصعوبات الاجتماعية:

  1. صعوبة الاتصال مع مجموعة الأقران: يمكن التعبير عن الصعوبة في سلسلة متصلة بين التجنب والعدوان.
  2. صعوبة فهم الوضع الاجتماعي.


ما هي أسباب الصعوبات الاجتماعية؟

الصعوبات لدى الطفل:


هناك أطفال يفتقرون إلى المهارات الاجتماعية الأساسية. في بعض الأحيان يتعاملون مع الأطفال بشكل غير فعال أو تكون المبادرة قليلة جدًا. يمكن أن تنشأ هذه الصعوبات من عدة أسباب:

  • الأطفال الذين يجدون صعوبة في قراءة الرسائل والوضع الاجتماعي: إذا تصرف الأطفال بوقاحة مع الكبار دون أن يدركوا أن هذا يسبب لهم الأذى، فإنهم سيتسببون لأنفسهم والبيئة مواقف محرجة.
  • الأطفال الذين يعانون من صعوبات لغوية: في بعض الأحيان، سيجد الأطفال، إذا واجهوا صعوبة في التعبير عن مشاعرهم ورغباتهم، صعوبة في تذكر الأحداث أو أسماء الأصدقاء. سيجدون صعوبة في فهم التعليمات خلال اللعب المنظم ويفضلون في بعض الأحيان تجنب التحدث وستختبرهم البيئة كأطفال انطوائيين وخجولين.
  • الصعوبات الحركية: يواجه هؤلاء الأطفال صعوبة في التعامل مع ألعاب الأطفال، والتي تتطلب تنظيمًا سريعًا وفعالًا، كما هو الحال في الألعاب الرياضية. هذا يؤثر على تجربة النجاح والفشل.
  • صعوبة في التوجه المكاني: قد يشعر هؤلاء الأطفال بالقلق في أماكن غير مألوفة، وبالتالي سيتجنبون الذهاب إلى أماكن جديدة وسيظلون على مقربة من المنزل أو والديهم.
  • صعوبات الانتباه والتركيز: الأطفال الذين يتميزون أحيانًا بالسلوك الاندفاعي الذي يثير المشاعر السلبية والغضب من البيئة. يجدون صعوبة في تنظيم حركتهم وغالبًا ما يستنفدون محيطهم. في المقابل، يمكن للأطفال الذين يعانون من “قلة النشاط” والأطفال “الشاردين” أن يجدوا أنفسهم على هامش المجتمع لأنهم لا يشرعون في الاتصال وأحيانًا ينفصلون عن الوضع الاجتماعي.
  • الأطفال الذين يعانون من نقص في التنظيم الحسي: يمكن للطفل شديد الحساسية أن يفسر لمسة البيئة على أنها شيء مهدد ومؤلم وأن يتفاعل بقوة من جهة أو يتجنب التقارب من جهة أخرى. يمكن للطفل الذي يعاني من فرط الحساسية لمس طفل آخر بطريقة مؤلمة، السعي إلى اللمس في مواقف غير ملائمة، عدم الانتباه إلى المخاطر التي قد تحدث نتيجة البحث المستمر عن التحفيز.


الصعوبات المتعلقة بالتفاعل داخل الأسرة وخارجها:


يعتبر الوالدين نموذج للأطفال. يشاهد الأطفال سلوك الوالدين ويتعلمون منهم: فهم يختبرون كيف ينشأ والدهم العلاقات، هل يوجد للوالدين أصدقاء، أو ما إذا كانت دائرتهم الاجتماعية محدودة. عندما يكون الوالدان في صحبة أشخاص، هل تسمع أصواتهم أم يبقون جانبا؟ ماذا يحدث عندما تكون والدتي غاضبة، تسعر بالإهانة، هل تتصرف بعدوانية؟ تتجنب التعبير عن مشاعرها؟ ماذا يحدث عندما يتخطون دور أبي؟ هل سيرد بغضب، عدوانية، بأدب، هل يستسلم ولا يقول شيئًا؟  هل يعاني الوالدان من قلق اجتماعي وبالتالي سيواجهان صعوبة في تحرير الطفل والثقة به في أنه سيتدبر نفسه عند التعامل مع المجتمع. ما هي الرسالة التي ينقلونها إليه، هل يثقون في قوته أم يتدخلون باستمرار في شؤونه الاجتماعية، وبالتالي ينقلون إليه رسالة غير لفظية بأنه لن يتمكن من تدبر أمره بدونهما؟


لماذا نحتاج العلاج؟

يعد التدخل العلاجي في مرحلة مبكرة أمرًا مهمًا للغاية، مما يسمح بمنع المشكلة بمرور الوقت. إن اكتساب المهارات في سن يكون فيه إجراء التغيير أسهل سيزيد من فرصة تحسين الأداء الاجتماعي للأطفال في وقت لاحق.


لمذا علاج جماعي؟

المجموعة هي محاكاة للوضع الاجتماعي الحقيقي، ولكن في ظل ظروف “حاضنة”. إنه مكان آمن ومحمي يهدف إلى عمليات التغيير من منطلق الإدماج والتعاطف. هذا هو المكان الذي يستطيع الطفل من خلاله ملاحظة مشاعره ومشاعر الآخر وعواقب سلوكه على نفسه وأصدقائه، وكل هذا في مكان محمي وغير مهدد. تمكن المجموعة من العمل هنا والآن “في الوقت الحقيقي” في مواجهة المواقف الاجتماعية النشطة التي تحدث كجزء من اللقاءات.


ما هي عناصر عملية التدخل؟

  1. زيادة الوعي بالسلوكيات الاجتماعية:
    في اللقاءات، يتم التأكيد على السلوكيات الاجتماعية: تتم دعوة الأطفال للعب ألعاب الطاولة، الانتظار في الدور لخلق أشياء مشتركة معًا، تجربة وقبول الخسارة والفوز، وما إلى ذلك. يسمح إطار المجموعة لهم بمراقبة سلوكهم الاجتماعي وتلقي غنعكاس عنه بطريقة غير مهددة.
  2. التعرف على مشاعري ومشاعر الآخرين بمساعدة التخيلات:
    يتعلم الأطفال تقديم مشاعرهم والتعبير عنها. يتعلمون التعبير عن المشاعر والتعرف عليها بدلاً من التعبير عنها بسلوك غير فعال.
  3. توفير التعزيزات المستهدفة للسلوكيات الاجتماعية المناسبة:
    خلال المجموعة، يتم استخدام تعزيزات اجتماعية متعددة ويتم إيلاء اهتمام متزايد للسلوكيات الاجتماعية للأطفال في المجموعة، مصحوبة بمقولات تعكس السلوك المرغوب.


من هو الجمهور المستهدف؟

الطفل الذي لا يطور مهارات اجتماعية:

  •  من لا يقيم اتصالاً أو يتجنب التفاعل مع الأطفال الآخرين أو يتجنب الأنشطة الجماعية
  • من لا يعرف كيفية مخاطبة الأصدقاء بشكل فعال، لا يعرف كيفية إجراء محادثة معهم
  • الطفل الذي يضرب أو الطفل الذي يتعرض للسخرية والمضايقة والضرب،
  • الطفل الذي يتقمص دور شخص بالغ، على سبيل المثال توبيخ أصدقائه والوشاية عنهم لمعلمته
  • الطفل الذي لا