مشاكل سمع خفيفة وتوصيلية عند الأطفال

مقالة تتناول الأطفال الذين يصلون لإجراء فحص السمع في معهد السمع بعد إحالتهم من قبل طبيب الأطفال أو طبيب الأنف والأذن والحنجرة بسبب ما يُعرف بـ”السوائل” أو ضعف السمع “التوصيلي”.

كما هو معروف، في دولة إسرائيل، يتم تشخيص وعلاج معظم الرضع أو الأطفال الذين يعانون من ضعف سمعي شديد إلى عميق في سن الرضاعة، في إطار معاهد السمع في المستشفيات.

في هذه المقالة، سأشير بشكل خاص إلى مجموعة أوسع من الأطفال الذين يأتون لإجراء فحص السمع في معهد السمع بعد إحالتهم من قبل طبيب الأطفال أو أخصائي طب الأنف والأذن والحنجرة بسبب ما يعرف باسم “السوائل”، أو ضعف السمع “التوصيلي”.


في اختبار السمع (انظر الإطار)، سيتم فحص مستوى السمع (عتبة السمع)، وبناءً عليه يمك معرفة شدة الضعف وطبيعته. يمكن أن يكون مستوى الضعف خفيفًا أو متوسطًا أو شديدًا أو عميقًا. يتم تحديد المستوى وفقًا لحدود السمع لترددات الكلام، وهذه التعريفات مقبولة مهنيًا بين معالجي النطق والأطباء. يمكن أن تنقسم اضطرابات السمع إلى ثلاثة أنواع:

الصمم الحسي العصبي: صمم لا رجعة فيه ينشأ في الأذن الداخلية (القوقعة) أو العصب السمعي.

ضعف السمع التوصيلي: ضعف ينشأ في الأذن الوسطى ويمكن عكسه في كثير من الحالات. الأذن الوسطى هي المساحة الموجودة خلف طبلة الأذن، قبل الانتقال إلى الأذن الداخلية، وعندما تمتلئ بالسوائل، على سبيل المثال، قد يتسبب ذلك في ضعف السمع. بمجرد تصريف السوائل أو امتصاصها، سيعود السمع إلى طبيعته.

فقدان السمع المختلط: فقدان حسي-عصبي وأيضا توصيلي. في مثل هذا الاضطراب، يمكن أن يكون المكوّن التوصيلي قابلاً للشفاء، بينما لا يكون المكوّن الحسي كذلك.


ظاهرة الضعف التوصيلي شائعة جدًا عند الأطفال الصغار بدءًا من سن الثانية، وذلك بسبب بنية المنطقة التي تربط الأنف والبلعوم بالأذن الوسطى، وأيضًا بسبب كثرة أمراض البرد.  عادة، بدءًا من سن الرابعة، تحدث تغييرات هيكلية، وتقل الإصابة بالأمراض وتقل الظاهرة.


يخطئ الكثير من أولياء الأمور في الاعتقاد أنه إذا كان الخلل قابلاً للعكس، فلا داعي لمعالجته. هذا خطأ، لأنه على وجه التحديد في العمر الذي يكون فيه هذا النوع من الضعف أكثر شيوعًا (بين عمر السنة و 3 سنوات)، تحدث المرحلة الأكثر دراماتيكية في اكتساب اللغة والكلام. من المهم أن نفهم أن هذا نوع من “نافذة الوقت” التي لن تعود، حيث يكون الدماغ في مرحلة يفترض فيها أن تمتص معظم عناصر اللغة والكلام تمامًا مثل الإسفنج فإنه يستوعب بداخله وبشكل طبيعي الكلام الذي يسمع من حوله. لذلك فإن الشرط الضروري لوجود هذه العملية هو السمع الطبيعي، وفي غيابه قد يحدث تأخير في اللغة.


لذلك، يجب على أولياء الأمور يتم إخبارهم بأن طفلهم يعاني من ضعف السمع التوصيلي، حتى ولو طفيفًا، الاتصال بطبيب أنف، أذن وحنجرة أقرب وقت ممكن، والذي سيوصي بدوره على العلاج المناسب. تأجيل العلاج يعني أن الطفل يمشي في العالم بآذان “مسدودة” لا تسمح له بالسمع بشكل صحيح واكتساب اللغة والكلام المناسبين. إذا لم يؤد العلاج إلى حل مشكلة السمع، يجب استشارة طبيب أنف، أذن وحنجرة ومعالج نطق الذين سينظرون في الحاجة إلى استخدام الأجهزة السمعية، حتى ولو لفترة زمنية محدودة.


كيف يتم إجراء فحص السمع عند الأطفال؟

يتم إجراء فحص السمع في معهد السمع من قبل معالج نطق وسيشمل ألعاب وأنشطة ممتعة للطفل. حتى سن الرابعة أو الخامسة، سيتم إجراء الفحص من قبل معالجيّ نطق اثنين، أحدهما سيجلس خارج غرفة الفحص ويشغل الجهاز، والآخر سيجلس مع الطفل داخل غرفة الفحص ويلعب ويوجهه حسب الحاجة.


الغرض من الفحص هو تحديد حدود السمع لكل من الكلام والأصوات بترددات مختلفة.


من سن عام إلى ما يقارب عامين ونصف، سيتم إجراء الفحص باستخدام مكبرات الصوت، لذلك لا يمكن لنتائج الاختبار أن تشير بدقة إلى حد (عتبة) السمع المحدد لكل أذن.  في وقت لاحق، عندما يكبر الطفل ويزداد التعاون معه، سيكون من الممكن ارتداء سماعات الرأس وفحص كل أذن على حدة.


في سن مبكرة، سيتم اختبار عتبة (حد) التعرف على الكلام فقط وبعد ذلك أيضًا حد الأدنى للتعرف على الأصوات وفهم الكلام. يصبح فحص السمع أكثر اكتمالاً ودقة مع تقدم العمر وتطور قدرات الطفل على فهم المهام والتعاون.


محتوى مشابه وجذاب