العلاج عن بُعد في مجال تطور الطفل، الذي بدأ كضرورة خلال كورونا، أصبح معيارًا علاجيًا – لكن الخبراء منقسمون حول مزاياه وعيوبه.
ما هي صعوبات الاسترجاع عند الأطفال وكيف نعالجها؟
תקציר
جميعنا على دراية بظاهرة الرغبة في قول أو كتابة كلمة مألوفة، ولكننا لا نستطيع استرجاعها. أي أننا نعرف الكلمة، ولكننا نواجه صعوبة في الوصول إليها (جزئيًا أو كليًا) في وقت معين. قد تكون هذه الصعوبة طفيفة ولا تؤثر على حياتنا اليومية، ولكنها قد تظهر أيضًا كصعوبة كبيرة تتجلى في عدد الأخطاء ونوعها في استرجاع الكلمة. في حال الاشتباه في وجود صعوبات في الاسترجاع، من المهم إحالة الطفل إلى أخصائي نطق لتقييمه وعلاجه. سيقوم أخصائي النطق بتشخيص مصدر الصعوبة، وتحديد خصائصها، ووضع العلاج المناسب للطفل. عادةً ما يكون العلاج من خلال قناتين رئيسيتين: علم الدلالة و/أو علم الأصوات. سيساعد هذا الطفل على التعامل مع هذه الصعوبة.
اممم... لقد هربت مني الكلمة - ماذا تعني؟
هل تعلم… حسنًا… عندما تكون لديك كلمة تريد قولها ولا تتذكرها؟ على سبيل المثال، أريد التحدث عن السيارة الجديدة التي اشتريتها، ولا أجد كلمة “سيارة” في ذاكرتي لأنطقها. هذه القدرة على إيجاد كلمة تعرفها، موجودة في مفرداتك ومخزنة في ذاكرتك (= معجمك)، تُسمى الاسترجاع.
أي أنني “أستخرج” الكلمة من الذاكرة العقلية. هناك طريقة أخرى لوصف هذه الظاهرة من خلال مصطلح التسمية، أي أنني “أُطلق اسمًا” على شيء أو فكرة. في الحالة التي عرضتها، لا شك أن كلمة “سيارة” مألوفة لدي، ربما استخدمتها قبل قليل ثم “نسيتها” فجأة. أستطيع تمييز سيارة بصريًا من بين عدد من العناصر أو الصور، على سبيل المثال من خلال تفاحة وسيارة ودراجة. أعرف معنى كلمة “سيارة” وما تمثله. على سبيل المثال، أعرف أنها مركبة، وأننا نسافر بها من مكان لآخر، وأنها تتكون من أجزاء مختلفة مثل عجلة القيادة والعجلات. أعرف أيضًا الأصوات التي تُكوّن كلمة “سيارة”. على سبيل المثال، أعرف أن كلمة “سيارة” تبدأ بصوت “o” وتنتهي بـ”to”، وأستطيع نطقها صوتيًا وحتى كتابتها. مع ذلك، في لحظة ما عندما أردتُ نطق كلمة “سيارة”، لم أستطع تذكرها. بمعنى آخر، لا تكمن الصعوبة في معرفة الكلمة، بل في عدم القدرة على تذكرها جزئيًا أو كليًا في وقت معين.
جميعنا نواجه هذه الظاهرة التي تُسمى “على طرف اللسان”، عندما نشعر أن الكلمة على طرف لساننا ومع ذلك لا نستطيع تذكرها. يُنتج الشخص البالغ ما معدله كلمتين إلى أربع كلمات في الثانية أثناء التحدث، وعادةً ما يكون عدد الأخطاء خطأً واحدًا أو خطأين لكل ألف كلمة. وبعبارة أخرى، فإن عدد المرات التي نختبر فيها الظاهرة التي تجعلنا نواجه صعوبة في استرجاع الكلمة هو عدد ضئيل ولا يتعارض مع حياتنا اليومية.
من "الكلمة أفلتت مني" إلى صعوبة كبيرة في استرجاعها
تخيل أنك تحاول مشاركة تجربة مهمة مررت بها اليوم مع شخص قريب، ولا تستطيع التعبير عن جزء كبير منها. أنت تعرف تمامًا ما تريد قوله، لكنك ببساطة لا تجد الكلمات المناسبة من مفرداتك المألوفة للتعبير عما تريده. كيف ستشعر؟ هل ستصر على إيصال رسالتك أم ربما تستسلم؟ ربما ستجد استراتيجيات (= أساليب) تساعدك على التعبير عن نفسك، مثل استخدام الإيماءات أو استخدام كلمات بديلة؟ على سبيل المثال، عند مشاركة تجربة شراء سيارة، لم أجد كلمات أخرى سوى “سيارة”، مثل “موقف سيارات” أو “بنك”، لوصف التجربة.
قد يثير هذا الموقف مشاعر الإحباط، أو عدم النجاح، أو أفكارًا بانخفاض قيمة الذات. ما رأيهم بي؟ هل يعتقد الشخص الآخر أنني لا أعرف أو لا أفهم عندما أواجه صعوبة في العثور على الكلمة التي أردتُ قولها؟
قد تؤثر صعوبة الاسترجاع على الأداء اليومي، وتتجلى في عدد أكبر من الكلمات التي يسترجعها الطفل بشكل غير دقيق (على سبيل المثال، بدلاً من كلمة “auto” سيستخدم “toto” أو “matos”)، وفي سرعة أبطأ في استرجاع الكلمات مقارنةً بأقرانه.
قد تظهر صعوبة الاسترجاع كصعوبة لغوية واحدة، ولكنها غالبًا ما تظهر مع صعوبات لغوية أخرى. يمكن أن تحدث صعوبات الاسترجاع أيضًا بمستويات متفاوتة من الشدة، ويمكن أن تتغير وتتطور بمرور الوقت ومع تطور اللغة.
صعوبة الاسترجاع - كيف يبدو الأمر؟
تظهر أخطاء استرجاع الكلمات لدى الأطفال الذين يعانون من صعوبات في الاسترجاع بأشكال مختلفة. قد يجيب الطفل على الأسئلة بـ “لا أعرف” أو “لا أتذكر”، حتى لو كان من الواضح أنه يعرف الإجابة. على سبيل المثال، عند سؤال “من التقيت به أولاً؟”، سيجيب بـ “لا أعرف”، حتى لو كان اللقاء قد جرى قبل ذلك بوقت قصير.
ومن مظاهر الصعوبة الأخرى تردد الطفل في الإجابة على السؤال، وعدم إجابته إلا بعد فترة زمنية تُعتبر طويلة بالنسبة لعمره. ومن مظاهر الصعوبة أيضًا التوقف الطويل أثناء الكلام، مثل “ذهبت إلى… صف كاراتيه” أو “رأيت… يوسي الجار”. كما يُلاحظ استخدام كلمات “توقف” بكثرة (آه…، مم…) واستخدام كلمات عامة (شيء ما، هذا). على سبيل المثال، “ذهبت إلى… مم… حسنًا… هذا”. يمكن التعبير عن صعوبة الاسترجاع أيضًا بالحديث حول الموضوع أو استخدام طرق ملتوية، أي عندما يستخدم الطفل كلمات كثيرة للتعبير عن كلمة معينة دون نطقها.
من سمات صعوبات الاسترجاع أيضًا أخطاء استبدال الكلمة المستهدفة (= الكلمة التي يريد الطفل استرجاعها) بكلمة أخرى. أحيانًا يلاحظ الطفل الخطأ ويحاول تصحيحه بنفسه، وأحيانًا لا يفعل. قد يكون هناك عدة أنواع من الأخطاء: كلمة عشوائية لا علاقة لها بالكلمة المستهدفة – على سبيل المثال، يريد أن يقول “طاولة” ولكنه يسترجع كلمة “فراولة”.
الاستبدال الدلالي – استخدام كلمة مرتبطة في معناها بالكلمة المستهدفة التي قصدها. على سبيل المثال، استبدال كلمة “طائر” بحيوان آخر، “بقرة”. الاستبدال الصوتي – استبدال أو حذف صوت واحد أو أكثر من الكلمة المستهدفة (مثلًا: זעתת/צלטל بدلًا من צלאש). من الممكن أيضًا إضافة صوت لإنشاء كلمة جديدة غير موجودة (مثلًا: צלרחת بدلًا من צלאש). شكل آخر من أشكال الاستبدال الصوتي هو إضافة صوت أو استبدال صوت لإنشاء كلمة أخرى موجودة في اللغة (مثلًا: סלון بدلًا من קנון). يمكن التعبير عن الاستبدال الصوتي أيضًا في محاولات الوصول إلى الكلمة المستهدفة (מח… בח… חבר… מחבר… מחבר… מחבר… بدلًا من קברט).
خيار آخر هو استخدام إيماءة. على سبيل المثال، بدلًا من قول كلمة “طائر”، سيقوم الطفل بحركة طيران. أحيانًا يستخدم الطفل استراتيجية تعريف جزئي أو كامل بدلًا من الكلمة التي يصعب عليه تذكرها (مثلًا، بدلًا من “طائر”، سيقول “חיא שאבר”).
التقييم والعلاج
لا تنشأ صعوبات الاسترجاع عن نقص في المعرفة، أو ضعف في المفردات، أو ضعف في القدرات الإدراكية، أو مشاكل في الذاكرة. يُعدّ وعي أولياء الأمور والفرق التعليمية بهذه الحقيقة بالغ الأهمية. يُعدّ فهم هذه الصعوبات أمرًا بالغ الأهمية لتحديد العلاج المناسب، وكذلك للتعامل مع الطفل الذي يعاني من هذه الصعوبات.
في حال الاشتباه بوجود صعوبات في الاسترجاع، من المهم إحالة الطفل إلى أخصائي نطق لتقييمه وعلاجه. يمتلك أخصائيو النطق معرفةً متعمقةً بمجالات اللغة والكلام والتواصل، بالإضافة إلى مجالات أخرى. سيُجري أخصائي النطق تقييمًا شاملًا لجميع هذه المجالات، ويفحص قدرات الطفل وصعوباته. في حال وجود صعوبة في الاسترجاع، يُشخّص الطبيب مصدر هذه الصعوبة ويُحدد خصائصها. بناءً على نتائج التقييم، يُحدد الطبيب أهدافًا علاجية وخطة عمل لتنفيذها. بناءً على مصدر صعوبة الاسترجاع، عادةً ما يُعالج الطبيب من خلال قناتين رئيسيتين: علم الدلالة و/أو علم الأصوات. سيساعد الطبيب المريض على تعلم واستخدام استراتيجيات التعويض لصعوبات الاسترجاع – وهي أساليب يمكنه استخدامها عند مواجهة صعوبة في استرجاع الكلمات. وفي الوقت نفسه، يمكن تقوية الأنظمة الدلالية و/أو الصوتية لتقليل صعوبات الاسترجاع. سيركز العلاج الدلالي على تقوية الروابط الدلالية. على سبيل المثال، تحديد وتسمية فئة معينة (إلى أي فئة تنتمي الكلمة؟)، وكيفية استخدامها (ماذا يُصنع بها؟)، وسمة خارجية (سمة خارجية بارزة – مثل: ما لونها، وحجمها، وشكلها، وأجزائها، وما الذي يميزها؟). على سبيل المثال، إذا عدنا إلى قصة السيارة، فسيساعد الطبيب المريض على تحديد الفئة التي تنتمي إليها الكلمة (وسيلة نقل)، واستخدامها (شيء يُقاد)، وسمة خارجية (أربع عجلات وعجلة قيادة)، واستحضار ارتباطات إضافية (وسائل نقل أخرى، وأنواع السيارات، وخبراء السيارات، وتجارب السفر بالسيارة)، وما إلى ذلك. كل هذا يُعزز سهولة استرجاع كلمة “سيارة”. تعليم الطفل استراتيجية لتعريف الكلمة يُمكّنه من التغلب على الصعوبة والتعبير عن نفسه بشكل أفضل. يُركز العلاج الصوتي على تقوية معرفة أصوات الكلمة، مثل: تقسيمها إلى مقاطع، وتحديد المقطع الافتتاحي، والقافية.
تجدر الإشارة إلى أنه بالإضافة إلى الصعوبات اللفظية، قد يواجه الأطفال الذين يعانون من صعوبات في الاسترجاع صعوبات مُصاحبة في الجوانب الأكاديمية والاجتماعية. لذلك، قد يواجه الطفل الذي يعاني من صعوبات في الاسترجاع صعوبة في الإجابة على سؤال مفتوح في الصف بسبب صعوبة استرجاع الإجابة (على سبيل المثال، في الإجابة على سؤال اسم الشخصية الرئيسية في القصة). هناك عدة طرق لمساعدة الطفل على التعبير عن قدراته التعلمية بأفضل طريقة ممكنة، مثل: توفير عدة خيارات لاختيار الإجابة شفويًا (هل اسمه داني أم روي؟)، أو اختيار الإجابة الصحيحة من الصور (صور داني وروي)، أو تحديد إجابة في سؤال ذي خيارات متعددة. وبالمثل، قد يواجه الطفل الذي يعاني من صعوبات في الاسترجاع صعوبة في التفاعل الاجتماعي بسبب صعوبة التعبير عن نفسه أمام أقرانه. إن فهم مصدر الصعوبة، ومعالجة سلوك الطفل بناءً عليه، والحصول على الوساطة المناسبة سيساعده على التأقلم. على سبيل المثال، بالنسبة للطفل الذي يعاني من صعوبات في التذكر، والذي يجد صعوبة في التعبير عن نفسه أثناء خلاف مع طفل آخر (مثلاً، سرق طفل آخر لعبته)، من الممكن تعزيز قدرته على تذكر المفردات المتعلقة بالتكيف أثناء الخلاف (مثلاً، “أعدها لي”، “اتركني وشأني”).
ختاماً، قد يواجه الأطفال الذين يعانون من صعوبات في التذكر صعوبات يومية في التحدث والكتابة، بالإضافة إلى صعوبات مرتبطة بها، مثل صعوبات في المجالين الأكاديمي والاجتماعي. يُعد فهم هذه الصعوبات أمرًا بالغ الأهمية لإحالتهم إلى معالج نطق لتلقي العلاج المناسب، ولتوفير العلاج المناسب للطفل الذي يعاني من هذه الصعوبات، وتوفير استراتيجيات للتكيف. إذا كان طفلك يعاني من هذه الأنواع من الصعوبات، فهناك طرق لمساعدته وتحسين حالته النفسية.
المصطلحات الرئيسية
الاسترجاع/التسمية: عملية الانتقال من فكرة إلى إنتاج كلمة منطوقة أو مكتوبة.
الدلالات: يتناول مجال الدلالة دراسة المعاني التي تمثلها الكلمات في اللغة.
علم الأصوات: يتناول مجال علم الأصوات دراسة العلاقات بين الأصوات المختلفة ووظائفها وتركيبها في اللغة.
الإيماءة: إيماءة أو علامة أو حركة لجزء من الجسم للتعبير عن فكرة أو كلمة أو عاطفة تدعم الكلام.
مصادر:
محتوى مشابه وجذاب
التعرض للحرب ينطوي على تحديات تزداد حدة عندما يتعلق الأمر بالأطفال ذوي الإعاقات النمائية.
عملية تعاونية بين مقدمي الرعاية والأسرة لإنشاء خطة علاج شخصية لتحسين أداء الطفل.




