فرص لاكتساب المهارات في البيئة اليومية

أهمية البيئة الطبيعية واليومية في تعلم وممارسة المهارات لدى الرضع والأطفال.

تعتبر البيئة الطبيعية للطفل الرضيع والطفل ذات أهمية حاسمة في توفير فرص الممارسة، الاستكشاف والتعلم، هذه العناصر الثلاثة هي مكونات حاسمة لتأسيس تعلم أي مهارة، بدءً من العاطفية الاجتماعية مرورا باللغوية المعرفية والحركية.


يشدد النموذج البيولوجي-النفسي-الاجتماعي الذي تم توسيعه في صفحات موازية، على البيئة كعامل يمكن أن يمكّن أو يحد من مشاركة الطفل وأنشطته، هذه البيئة مادية أيضًا ولكنها تتضمن أيضًا مواقف وتصورات الأشخاص المحيطين تجاه مجموعة متنوعة من الموضوعات التي من بينها قدرة الطفل على الأداء.

لاكتساب مهارة في البيئة اليومية ميزة أخرى مهمة وهي الممارسة المكثفة، فبمجرد دخول النشاط إلى روتين الحياة، يزداد عدد تكراره وأيضًا يتم تعلمه في سياق مفيد وظيفيًا – وهو أمر يزيد من الفرص للنجاح في استخدام المهارة الجديدة.

من الأمثلة البارزة على ذلك أهداف تعزيز الاستقلال عند ارتداء الملابس والاستحمام، وكذلك الأكل بشكل مستقل والحركة (الزحف أو المشي أو القيادة) داخل البيئة الطبيعية، استخدام التواصل البديل أو المحكي وكذلك المهارات المعرفية للمطابقة والفرز وحل المشاكل.


أين موجود الصراع؟

الممارسة اليومية تنقل الجزء الرئيسي من الممارسة إلى الوالدين ومقدمي الرعاية الذين يعيشون مع الطفل والطفل الصغير، وهذا يتطلب تدريبهم كمقدمي رعاية للطفل، بناء إحساسهم بالقدرة على العملية وإتاحة الوقت لها. في بعض الأحيان، يجعل ذلك من الصعب جدًا على الأسرة التي تربي أطفال إضافيين في نفس الوقت.
يجب على كل عائلة أن تختار لنفسها الكثافة في المنزل وخارجه، ومن المهم لجميع مقدمي الرعاية والعائلات أن يتذكروا عددًا من المبادئ التوجيهية:

  • الأهداف العلاجية بمشاركة وقيادة الأسرة، 
  • سيحقق التدرب في السياق أفضل النتائج من الممارسة في “العيادة”
  • يُقاس النجاح في نهاية اليوم في المنزل وفي المجتمع وهذا هو المكان الذي يجب أن يتم فيه معظم التدريب والممارسة
  • العلاجات المتعددة خارج البيئة اليومية تقلل من الوقت والموارد للممارسة داخل البيئة اليومية ويجب إيجاد التوازن المناسب بين الاثنين.

هناك مفهوم في الأدبيات المهنية يسمى باللغة الإنجليزية active couch potato وفي الترجمة الحرة يمكن تسميته “البطاطا النشطة” في إشارة إلى هؤلاء الأشخاص/الأطفال الذين يكونون فعّالين خلال الوقت الموصى به من اليوم، ولكن سوف يفعلون ذلك بطريقة مركزة وبقية الوقت يجلسون لعدة ساعات دون نشاط. هذا الوضع ضار بالصحة وعلى الرغم من التدريب المكثف لن يساهم في الأداء والمشاركة. في عالم الأطفال، يمكن مقارنة ذلك بالطفل الذي يواجه إعاقة معروفة أو تأخرًا في التطور وتأخذه أسرته إلى العديد من العلاجات خلال الأسبوع، ولكن بين تلك العلاجات، يكون الطفل وعائلته مرهقين نفسياً وجسديًا و لا ينفذون أو يتدربون مطلقا على المهارات التي يريدون تحقيقها.


الخلاصة

توفر لنا البيئة الطبيعية واليومية فرصًا لا حصر لها للاختيار والمبادرة والتدرب الحركي والمعرفي ذي الجودة مع أولئك الذين يحبوننا، يجب على العائلات ومقدمي الرعاية، بموجب الهدف المحدد، المرور على الجدول اليومي وتحديد فرص الممارسة والتدرب، والنجاح الذي سيتحقق خلالها يكون أعظم نجاح. 


محتوى مشابه وجذاب