الألم والشلل الدماغي – ربما يمكن بطريقة أخرى؟

الألم عند الأطفال المصابين بالشلل الدماغي: الأسباب، وطرق التشخيص، والتدخلات لتحسين نوعية الحياة.

يعد الألم عند الأطفال المصابين بالشلل الدماغي أمرًا شائعًا وغالبًا ما لا يتم تشخيصه ولا يتم إعطاؤهم العلاج المناسب. من المهم جدًا تحديد مكان الألم وتشخيصه ومصدره بشكل رئيسي عند الأطفال الذين يجدون صعوبة في الإبلاغ عنه بأنفسهم.


ملخص

يعاني الأطفال المصابون بالشلل الدماغي من الألم أكثر من الأطفال غير المصابين بالشلل الدماغي، ويمكن أن تأتي أسباب الألم من مصادر مختلفة، وفي بعض الأحيان يصعب تحديد مكانها وتشخيص مصدرها. هناك أهمية كبيرة في معالجة الألم وعلاجه من أجل تمكين نوعية حياة أفضل لهؤلاء الأطفال.


الألم أمر شخصي (غير موحد لدى جميع الأطفال)

الألم هو تجربة شخصية لا يمكن قياسها بأداة خارجية. يمكن الشعور بالألم بشكل مختلف عند الأشخاص المختلفين. هناك العديد من العوامل التي تؤثر على الألم منها الحالة العاطفية مثل القلق والتعب وغيرهما. في الاتجاه المعاكس أيضًا – يؤثر الألم على نوعية حياة الشخص وحالته العاطفية ونومه وأدائه اليومي. الطريقة الوحيدة “لقياس” الألم هي من خلال الإبلاغ الذاتي من قبل الشخص الذي يعاني من الألم. لكن ماذا نفعل في الحالات التي لا يمتلك فيها الشخص مهارات الاتصال اللفظي؟ 


يعاني الأطفال المصابون بالشلل الدماغي من مزيد من الألم

من المعروف الآن أن المجموعة السكانية من الأطفال والبالغين المصابين بالشلل الدماغي يعانون من آلام مزمنة وحادة بشكل متكرر أكثر من نظرائهم من السكان غير المصابين بالشلل الدماغي. ووجد أيضًا أنه كلما انخفض مستوى الأداء الوظيفي، زاد تواتر الألم، وأيضًا أن تواتر الألم يزداد مع تقدم العمر. يمكن أن تنبع أسباب الألم عند الأطفال المصابين بالشلل الدماغي من الإعاقات الهيكلية العظمية مثل خلع الورك، والجنف، وما إلى ذلك، والالتهابات الموضعية بسبب الإجهاد المفرط، والصعوبات في الجهاز الهضمي مثل الإمساك، والأجهزة المساعدة مثل الجبيرة وغيرها من الأجهزة والأدوات، وحتى نتيجة العلاجات شبه الطبية. كما ذكرنا، يؤثر الألم على نوعية الحياة والأداء اليومي، ولكن في حالة الشلل الدماغي يمكن أن يكون التأثير أكثر حدة – قد يزيد الألم من توتر العضلات، ويقلل من الحركة في الحالات التي تكون فيها الحركة بالفعل منخفضة بشكل أساسي، ويجعل من الصعب القيام برعاية الطفل. في كثير من الأحيان نواجه صعوبة في فهم الطفل وقدرته على إبلاغنا بالألم بسبب صعوبات التواصل أو الفهم.


كيف يمكننا بصفتنا معالجين أن نساعد في منع الألم وعلاجه

هناك أهمية كبيرة لاكتشاف الألم وعلاجه عند الأطفال المصابين بالشلل الدماغي من أجل المساعدة في مواصلة العلاج ومنع الضرر. أحيانًا يكون الألم أمرًا لا مفر منه أثناء العلاج – يمكن أن يتسبب في شد العضلات بالإضافة إلى النشاط الشاق للعضلة في الشعور بعدم الراحة وحتى الألم. يمكن أن يقلل الشرح والمحادثة أثناء العلاج من القلق وفي نفس الوقت الألم أيضًا، حتى في الحالات التي نعتقد فيها أن الكلام اللفظي غير مفهوم للمستمع، يمكن أن تكون نبرة الصوت وتعبيرات الوجه عاملاً مهدئًا. 


من المهم مراقبة وجه الطفل أثناء العلاج، الانتباه إلى تعابير وجهه، تقلص عضلاته، أو الحركات التي يمكن أن تشير إلى الألم.


من المهم تشخيص مصدر الألم من أجل التوجه إلى مقدم العلاج المناسب. يجب إزالة الأجهزة وفحص جلد الطفل للتحقق مما إذا كان هناك ضغط يسبب الألم، سواء كان هناك تورم أو حرارة أو احمرار موضعي في مكان الألم، ويجب ملاحظة ما إذا كان ألم “جديد” في موقعه أو شدته.


التواصل بين الطاقم متعدد التخصصات – الأطباء، المعالجون التربويون، المعالجون العاطفيون والمساعدون الطبيون، وبالطبع الوالدين، مهم جدًا للوقاية من الألم وعلاجه.


يمكن للنشاط البدني، حسب القدرة، وبالطبع غير المصحوب بالألم، أن يساعد في منع العيوب الهيكلية، تقوية العضلات، نشاط الجهاز الهضمي، وإفراز مواد في الجسم تعمل، من بين أمور أخرى، على رفع المزاج، وكذلك زيادة الثقة بالنفس، كل ذلك يمكن أن يساعد في منع الألم وتحسينه.


نصيحة ختامية: إن الألم عند الأطفال المصابين بالشلل الدماغي ليس أمر واقع يجب أن يؤخذ كأمر مسلم به، فالاهتمام واليقظة يمكن أن يخففان من الألم بل ويمنعانه، مما يسمح للأطفال بجودة حياة أفضل.


معجم مصطلحات:

الشلل الدماغي – ضرر دائم للجهاز العصبي المركزي يحدث في الدماغ النامي خلال الفترة الجنينية أو في مرحلة الرضاعة.

توتر العضلات – الحالة الأساسية للعضلة أثناء الراحة، عند الأطفال والأشخاص المصابين بالشلل الدماغي، غالبًا ما يكون هناك توتر عضلي مرتفع في بعض عضلات الأطراف مما يجعل من الصعب على العضلات أن تعمل بشكل صحيح.

خلع الورك – حالة يخرج فيها مفصل الورك من مكانه في الحوض، وهي حالة شائعة لدى الأطفال والأشخاص المصابين بالشلل الدماغي.

الجنف – عيب بنيوي (هيكلي) في العمود الفقري يتسبب في أن تكون في وضع “أعوج”، ويمكن أن يسبب صعوبات في الأداء اليومي، وصعوبات في التنفس والآلام.


مصادر:

1. Orlin, M. N., & Schreiber, J. (2017). Campbell's physical therapy for children. Elsevier, chapter 19.
2. Christensen, R., MacIntosh, A., Switzer, L., & Fehlings, D. (2017). Change in pain status in children with cerebral palsy. Developmental Medicine & Child Neurology, 59(4), 374-379.
3. VAN DER SLOT, W. M., Nieuwenhuijsen, C., VAN DEN BERG‐EMONS, R. J., BERGEN, M. P., HILBERINK, S. R., STAM, H. J., & ROEBROECK, M. E. (2012). Chronic pain, fatigue, and depressive symptoms in adults with spastic bilateral cerebral palsy. Developmental Medicine & Child Neurology, 54(9), 836-842.
4. Waltersson, L., & Rodby-Bousquet, E. (2017). Physical activity in adolescents and young adults with cerebral palsy. BioMed research international, 2017.‏‏‏‏

محتوى مشابه وجذاب