الصعر عند الرضع والأطفال الصغار

التواء الرقبة عند الأطفال: الأسباب والأنواع والعلاج – متى تكون حالة حميدة ومتى تكون هناك حاجة إلى إجراء اختبارات إضافية؟

معظم حالات الصعر خلقية (موجودة منذ الولادة)، ولكن هناك أيضًا حالات “مكتسبة”. عادة ما يكون وضع الرأس ثابتًا تمامًا ويصعب على الطفل تحريك رأسه نحو الجانب الآخر. ومع ذلك، في بعض الأحيان يظهر الصعر بشكل متقطع أثناء النوبات أو في مواقف معينة.


الصعر الدائم – الصعر العضلي الخلقي (Congenital Muscular Torticollis) هو النوع الأكثر شيوعًا، وعادة ما يتم حله بالعلاج الطبيعي المناسب ويتحسن مع مرور الوقت. في الصعر الخلقي، يميل الرأس نحو كتف واحد أو ينحرف إلى جانب واحد نتيجة التوتر في العضلة القصية المشقوقة الخشائية (العضلة التي تربط قاعدة الجمجمة، في المنطقة خلف الأذن، بالقص) – العظم الذي تتصل به الأضلاع في مقدمة الصدر. تعتبر العضلة القصية الترقوية الحلمية (sterno-cleido-mastoid) مسؤولة عن حركات دوران الرأس للجوانب وتحديد موضع الرأس في الفضاء. في حالات الصعر الخلقي، يمكن للطبيب في بعض الأحيان أن يلمس نوعًا من الكتلة المتيبسة في العضلات التي تتطور في الأسابيع الأولى بعد الولادة. يمكن أن تختفي الكتلة تدريجيًا حتى عمر 8-10 أشهر. في الحالات التي لا يكون فيها الورم محسوسًا، فهو صعر موضعي، والذي ربما يكون بسبب التصاقات في الكيس الأمنيوسي التي تحد من حركات رأس الجنين في الرحم، أو الضغط على منطقة الرقبة أثناء المرور عبر قناة الولادة.


يتم علاج صعر العضلات عن طريق الشد والوضعيات المختلفة تحت إشراف أخصائي العلاج الطبيعي. عادة ما يكون من الممكن بعد بضعة أشهر تحقيق الوضع الطبيعي للرأس مع النطاق الكامل لحركة الرقبة.


في الحالات الأقل شيوعًا، يمكن أن يتسبب الدوران الدائم للرأس إلى الجانب أو نحو الكتف في ضغط دائم وغير متماثل على الجمجمة وبالتالي تشوه شكل الجمجمة بشكل ثانوي. في هذه الحالات، قد تكون هناك قيود على الحركة وتحسن طفيف (إن وجد) على الرغم من العلاج الطبيعي. في هذه الحالات، يجب البحث عن أسباب أخرى للصعر مثل: العيوب الهيكلية الخلقية للعمود الفقري والحبل الشوكي، اضطرابات في الدماغ (خاصة الحفرة الخلفية) وأيضًا اجراءات ورمية في منطقة الرقبة والرأس. تشمل قائمة الأسباب اندماج فقرات العنق (متلازمة Klippel-Feil)، نشوهات في بنية الفقرات وعيوب في بنية الحفر الأخرى للجمجمة مع تمدد التجاويف وظهور الخراجات. في هذه الحالات، لا ينصح بالعلاج الطبيعي ويمكن أن يعرض الطفل للخطر.


عندما لا يتحسن الصعر تدريجيًا على الرغم من العلاج، أو عندما يكون هناك اشتباه في حدوث صعر ليس “روتينيًا”، فمن المهم إجراء تصوير بالأشعة السينية لفقرات الرقبة والعمود الفقري العلوي، واستشارة طبيب تطور، طبيب عظام أطفال أو طبيب أعصاب أطفال (حسب مقتضى الحال). في بعض الأحيان، يلزم إجراء اختبارات تصوير إضافية واستشارة جراح أعصاب للأطفال.


صعر متقطع – حيث يأتي الصعر ويذهب بشكل متقطع نتيجة لحالات عصبية مختلفة. من بينها: الصعر الانتيابي الحميد (Benign Paroxysmal Torticollis) الذي يمكن أن يظهر في عمر 2-8 أشهر ويصاحبه أعراض مصاحبة مثل القيء والشحوب والضعف والتهيج. الأطفال الصغار الذين بدأوا المشي بالفعل يتوقفون عن المشي مؤقتًا بسبب نقص التوازن. تمر هذه الحالة من تلقاء نفسها بعد فترة، لكن من المهم أن يستبعد الطبيب الحالات الأخرى التي تتطلب التدخل الطبي.
يمكن أن يظهر الصعر بشكل ثانوي للحول، فهو رد فعل تعويضي مصمم للحفاظ على حدة البصر.
يمكن أن يظهر الصعر أيضًا عند الأطفال الصغار الذين يعانون من “الارتجاع المعدي المريئي” بسبب عودة العصارات المعدية الحمضية من المعدة إلى المريء (عادةً ما يكون هذا مصحوبًا بالتقيؤ وعدم زيادة الوزن). تسمى هذه الحالة متلازمة “Sandifer”. إن إمالة الرأس باتجاه الكتف يخفف إلى حد ما من حرقة المعدة، والتي ستزول بالعلاج الطبي والغذائي المناسب. يمكن أن يسبب الفتق الحجابي الخلقي أيضًا نفس العلامات.
يمكن أن يكون الصعر المكتسب أحد أعراض أمراض الجهاز العصبي الأخرى، لذلك يجب استشارة طبيب أعصاب الأطفال و/أو جراح عظام الأطفال لتحديد السبب ووضع خطة علاجية.
في الأطفال الأكبر سنًا، يمكن أن يظهر الصعر بعد إصابة في الرأس والرقبة، وهي حالة تتطلب تصوير العمود الفقري العنقي والتشاور مع أخصائي تقويم العظام.


للتلخيص – معظم حالات الصعر الخلقي حميدة وتستجيب للعلاج الطبيعي. في حالات الصعر المتقطع أو الصعر المكتسب، يجب استشارة طبيب أطفال لتحديد سبب الحالة وتحديد الاتجاه المطلوب للتحقيق.


عن كاتب المقالة:
د. دافيد سفيتسكي، قسم أعصاب الأطفال
د. نعومي سوبر-جرسون، معهد تطور الطفل
مستشفى الجليل الغربي نهاريا


محتوى مشابه وجذاب