حول الصمت الاختياري (الانتقائي)

إذا كان طفلك لا يتحدث في روضة الأطفال، على الرغم من أنه في المنزل يعبر عن نفسه بحرية، فقد يكون يعاني من الصمت الاختياري.

إذا كان طفلك لا يتحدث في روضة الأطفال، على الرغم من أنه في المنزل يعبر عن نفسه بحرية، فقد يكون يعاني من الصمت الاختياري. الصمت الاختياري هو نوع من اضطرابات القلق التي تسبب معاناة كبيرة للطفل.  يمكن أن يؤدي التشخيص والعلاج المبكران إلى تحسين حالة الطفل بشكل كبير، ولكن لا يتم علاج العديد من الأطفال بسبب نقص الوعي.


ما هو الصمت الاختياري؟

يُعرَّف الصمت الاختياري بأنه نقص في الكلام في المواقف التي يوجد فيها توقع للكلام، على الرغم من القدرة على القيام بذلك. ولا ينبع نقص الكلام من صعوبات تطورية أو لغوية أو تواصلية، ولا من عدم الإلمام باللغة.  يشير المصطلح انتقائي إلى حقيقة أن الكلام سيظهر في بعض الأماكن ومع بعض الأشخاص ولكن ليس مع آخرين. يختلف مدى حجم الظاهرة وحدتها من طفل لآخر. تتراوح نسبة الأطفال الذين تم تشخيص إصابتهم بالصمت الاختياري بين 1 و 2٪، ولكن يبدو أن العديد من الأطفال لا تتم إحالتهم للتشخيص على الإطلاق بسبب نقص الوعي.


في الماضي، كانت هناك فرضيات مختلفة عن الصمت الاختياري: صدمة مر بها الطفل، أو سر يحاول إخفاءه أو محاولة معاقبة البيئة عمدا. تم فحص هذه العوامل واستبعادها واليوم يتم التعامل مع الصمت الاختياري كأحد أعراض القلق. في الواقع، إن قلة الكلام هي نتيجة الخوف الكبير جدا الذي يسيطر على هؤلاء الأطفال عندما يُطلب منهم التحدث أو أن يكونوا في مركز الاهتمام. لا يكون سبب ظهور الصمت واضحًا دائمًا، ولكن عادةً ما يكون الأطفال الذين يعانون من مزاج خجول وقلق، هم الذين يتفاعلون بصمت في موقف تسبب لهم الشعور بالضغط (على سبيل المثال، الانتقال إلى روضة أطفال جديدة). بمرور الوقت، أصبحت هذه العادة راسخة لدرجة أن هؤلاء الأطفال بعد فترة يخجلون بالفعل من الكلام ولا يعرفون كيفية “الرجوع إلى طبيعتهم”. يطورون خوفًا حقيقيًا مما سيحدث وكيف سيكون رد فعلهم عندما يبدأون في الحديث.


ما الذي يميز الأطفال بالصمت الاختياري؟

في الغالب هم أطفال يتمتعون بذكاء طبيعي. توجد هذه الظاهرة بشكل أكثر تكرارا عند الأطفال ثنائيي اللغة أو القادمين الجدد. غالبًا ما يوصف الأطفال المصابون بالصمت الاختياري بأنهم خجولون، قلقون، خائفون، حذرون، متحفظون، وحساسون للغاية ويحتاجون إلى وقت طويل للتكيف مع التغييرات. الصفات الأخرى الموصوفة هي العناد والطموح إلى الكمال. عادة في المنزل وفي بيئة يشعرون فيها بالأمان، سيتصرف هؤلاء الأطفال بطريقة حرة ومنفتحة للغاية.

يمكن أن يتجلى الصمت الانتقائي بطرق مختلفة في الأطفال المختلفين: لن يتحدث البعض على الإطلاق مع أشخاص من خارج أسرتهم، وسيتحدث البعض مع الأطفال ولكن ليس مع معلمة الروضة، وسيتحدث الأطفال الآخرون ولكن بصوت هامس، وأكثر من ذلك.


متى يجب أن التوجه للعلاج؟

حسب التعريف، الصمت الاختياري هو حالة تستمر أكثر من شهر. بعد حوالي شهر أو شهرين، يوصى بالتوجه إلى أخصائي. بما أن الكلام يثير الكثير من القلق لدى الطفل، فإن تجنب الكلام يخلق رد فعل معاكس – فهو يقلل من القلق، ولكن على المدى القصير فقط. كلما طالت مدة تجنّب الطفل للكلام، زادت صعوبة تغيير نهجه الصامت.


كيف نعالج؟

العلاج الأكثر فعالية للصمت الاختياري هو العلاج متعدد الأنظمة: تدريب الوالدين، تدريب طاقم رياض الأطفال/المدرسة وعلاج الطفل (في سن ما قبل المدرسة يكون العلاج ثنائيًا – الطفل مع أحد الوالدين). يتم إجراء العلاج من قبل أخصائي في مجال الصحة النفسية (طبيب نفسي، عاملة اجتماعية، معالج)، حيث يكون علاج معالج نطق ضروريًا في بعض الأحيان. كلما تم التدخل مبكرًا، زادت فرص النجاح.


محتوى مشابه وجذاب