الحق في الاشتراك في أنشطة الحياة اليومية

أهمية مشاركة الأطفال ذوي الإعاقة في الأنشطة اليومية وأثرها على نوعية حياتهم ونموهم.

لكل شخص الحق في أن يكون جزءًا من الأسرة والمجتمع الذي يعيش فيه، وأن يشارك بشكل كامل في مختلف الأنشطة والمواقف في الحياة اليومية وأن يتلقى الخدمات مثل أي شخص آخر. 


إذا كانوا في الماضي يركزون على علاج الأشخاص والأطفال ذوي الإعاقة في محاولة لتغيير الشخص نفسه، فإنهم اليوم يركزون أيضًا على مسألة كيف يمكن للتغيير في البيئة أن يساعده على النجاح في القيام بالوظائف. 


على سبيل المثال، الطفل الذي يجد صعوبة في المشي لا يمكنه الوصول إلى مسافات طويلة، ولكن إذا تم تكييف كرسي متحرك له، فسيكون قادرًا على تحريك نفسه بسهولة من مكان إلى آخر، وأكثر من ذلك، إذا تأكدوا من وجود منحدر في الطريق إلى المركز الجماهيري أو مصعد الذي سيأخذه إلى الطابق الثاني حيث تقام دورة الشطرنج – سيكون أيضًا قادرًا على المشاركة في الدورة مع زملائه. 


هذا النهج يسمى: النموذج الاجتماعي، وهذا النموذج يؤكد أن المحدودية والإعاقة ليست فقط نتاج ضعف الشخص (الصعوبة التي يواجهها) ولكن أيضًا الظروف البيئية والمتطلبات الاجتماعية للمجتمع الذي ينتمي إليه.  لذلك، حتى لو كان الشخص يعاني من نوع من الإعاقة، فمن الممكن عن طريق ملاءمة البيئة أو المتطلبات الاجتماعية، للتخفيف من الإعاقة وحتى القضاء عليها.  


المشاركة كهدف في العلاج

جلس الباحثون مع أشخاص ذوي الإعاقة في منظمة الصحة العالمية (World Health Organization-WHO, 2001) ، وابتكروا نموذجًا يساعد العالم على فهم أهمية مشاركة كل شخص في مواقف الحياة (المشاركة). يشير النموذج إلى العلاقة بين الحالة الجسدية والنفسية لكل شخص والبيئة التي يعيش فيها وقدرته على المشاركة في الحياة اليومية. لذلك، وفقًا لهذا النموذج، فإن الهدف من أي تدخل علاجي هو تحسين مشاركة ونوعية حياة كل شخص وفقًا لتطلعاته وإيجاد الحلول التي تنجح في جعل ذلك ممكنًا على الرغم من الإعاقة.  


لماذا من المهم أن يشارك الطفل بشكل أكبر في الأنشطة اليومية؟

في مجال الأطفال، تم إجراء الكثير من الدراسات في مجال مشاركتهم في الحياة اليومية. وجدت الدراسة أن القدرة على المشاركة عند الأطفال مهمة وضرورية في تنمية صحتهم ونوعية حياتهم. وهكذا، فإن الطفل النشط الذي يشارك أكثر في الأنشطة المختلفة في المنزل والمدرسة والمجتمع الذي يعيش فيه سوف يطور مهارات مختلفة، وتزداد ثقته بنفسه وشعوره بالكفاءة. 

بحثت الدراسات ووجدت العوامل المختلفة التي تؤثر على مشاركة الأطفال. بالطبع، قدرات الطفل الخاصة لها تأثير، ولكن وجد أيضًا أن ملاءمة بيئته – للمنزل والمجتمع الذي يعيش فيه – يمكن أن تؤثر على قدراته. 


مشاركة الأطفال ذوي الإعاقة

قارنت الدراسات أيضًا مستوى مشاركة الأطفال ذوي الإعاقة والأطفال ذوي التطور النموذجي (التطور الطبيعي) ووجدت أن الأطفال ذوي الإعاقة يشاركون في أنشطة أقل مقارنة بأقرانهم ويشاركون بشكل أساسي في الأنشطة التي تتم في البيئة المنزلية التي عادة ما تتطلب نشاطًا بدنيًا واجتماعيًا أقل.

الأطفال ذوي الإعاقة لديهم تطلعات مماثلة للأطفال النموذجيين من أجل الحصول على صحة جيدة، الأمن، الاحترام، تكافؤ الفرص في التعليم، العمل الهادف والمساهمة في حياة الآخرين. لذلك، يجب على الوالدين والأسر ومقدمي الرعاية المساعدة والتوسط والتأكد من أن الطفل ذو الإعاقة لديه القدرة على المشاركة في الأنشطة التي يختارها للمشاركة مثل أي طفل آخر والتأكد من أن لديه شعور بالرضا والإكتفاء بأدائه وإنجازاته.


خدمات لتعزيز المشاركة في دولة إسرائيل

في دولة إسرائيل، هناك مساعدة مالية ومهنية للإتاحة الفيزيائية من خلال توفير المعدات في المنزل والمدرسة وإتاحة الإتصالات، ولكن يجب على مجتمعنا ضمان مشاركة الأطفال ذوي الإعاقة بشكل أكبر في أنشطة ما بعد الظهر التي تقام في المجتمع.  المشاركة في الأنشطة الترفيهية لها تأثير إيجابي أكثر على إدراك الأطفال لنوعية الحياة ويوصى بأن تساعد العائلات ومقدمو الرعاية في إيجاد أطر عمل أو تعديلات يمكن أن تسمح للطفل المعاق بالمشاركة في هذه الأنشطة.


في مقالات أخرى، يمكنكم العثور على معلومات حول الأدوات الأخرى التي تساعد مقدمي الرعاية في التركيز على تعزيز نوعية حياة الأطفال ذوي الإعاقة.


محتوى مشابه وجذاب