يولد الطفل حاملاً حمولةً وراثيةً من والديه، لكن البيئة التي يولد فيها تؤثر أيضًا تأثيرًا كبيرًا على نموه وتعلمه. يجب أن تُتاح لكل طفل فرصة النمو في بيئة مشجعة وداعمة. يمكن للوالدين التأثير على نمو طفلهم وتشجيع نشاطه وتعلمه للمهارات من خلال تنظيم البيئة واستجابتها. بالنسبة للأطفال الذين يعانون من تأخر في النمو، قد يساعد تغيير العوامل وتعديل البيئة في اكتساب قدرات جديدة.
يولد كل طفل مع الأمتعة الجينية.
يولد كل طفل بجينات وراثية يرثها من والديه. جميع الأطفال لديهم جينات وراثية موحدة تؤثر على قدراتهم الوظيفية الأساسية، مثل أوقات النوم والاستيقاظ، ووظائف الأكل، والتواصل من خلال الأصوات والبكاء، والتحكم في الحركات الأولية، وغيرها. لذلك، نتوقع تطور مهارات مختلفة في أعمار معينة، مثل الابتسام في عمر ستة أسابيع، أو رفع الرأس أثناء الاستلقاء على البطن في عمر ثلاثة أشهر. ومع ذلك، من الواضح أيضًا أن لكل طفل يولد بجينات وراثية خاصة به، تختلف عن والديه. لذلك، يبدو أن لكل طفل بنية جسمية ومظهرًا فريدًا، بالإضافة إلى مزاجه (شخصيته)، وحتى تفضيلاته الخاصة. يمكننا أن نلاحظ هذه التفرد منذ الولادة، وأحيانًا قد تُشير الأمهات إلى سلوكيات خاصة في الرحم، فيقولن: “الجنين نشيط للغاية، إنه نشيط في أوقات معينة…”. لكن ليس الحمل الجيني وحده هو ما يحدد كيفية نمو الطفل، بل هو في النهاية نتاج علاقة متبادلة بين الحمل الجيني والبيئة. لذلك، نلاحظ اختلافات وتباينات في النمو بين الرضع والأطفال ذوي النمو الطبيعي. هذا لأننا مختلفون، ولكن البيئة التي ننشأ فيها أيضًا عامل مهم جدًا يؤثر على تشكيل واكتساب مهارات النمو المختلفة.
הסביבה מאפשרת ומעודדת התפתחות של תינוקות
يولد الطفل بسلوكه الفريد، ويبدأ ذلك فور ولادته بالتفاعل (التواصل) مع بيئته. تُمكّن البيئة، وما يتلقاه منها، سلوكياته وتعلمه وتؤثر عليهما. تُعتبر البيئة عاملاً يُشجع على النشاط واكتساب المهارات، وقد تُقيده. على سبيل المثال: يحدث التأثير البيئي عندما يتلقى الطفل استجابةً للبكاء. ومن الأمثلة الأخرى على التأثير البيئي حركة الطفل بحرية من فراشه واللعب بدمية على بُعد ذراع، مقارنةً بطفل يجلس لفترة طويلة في عربة الأطفال دون أن يتمكن من الحركة. طوّرت الدراسة التي بحثت في تأثير البيئة على النمو والتعلم لدى الرضع: النظرية الديناميكية. تُوضح هذه النظرية كيف يُمكن للبيئة أن تُغير سلوكنا. وتُقدم النظرية أدلة على كيفية تأثير البيئة على السلوك لدرجة تغيير مستوى المادة الوراثية نفسها. أي أن التغيير كبير لدرجة أنه يمكن التعبير عنه بتغيير في جينات الطفل (1،2).
وهكذا، تشرح النظرية أن نمو الأطفال يعتمد على العلاقات المتبادلة بين الحمل الجيني والمكونات البيئية والمهمة المطلوبة من الطفل. المكونات البيئية هي، على سبيل المثال، التغذية الراجعة المناسبة، والتكيف الجسدي والحسي للبيئة التي تعزز فهم النجاح، وبالتالي تعلم مهارات جديدة. ووفقًا للنظرية الديناميكية، تساهم جميع الأنظمة معًا في نجاح النمو والتعلم بالتساوي.
ניתן לשנות מרכיבים בסביבה
ينمو معظم الأطفال كما هو متوقع بطريقتهم الخاصة، ولا يحتاجون إلا إلى بيئة تُمكّنهم من ذلك، لا تُقيدهم. البيئة المُمكّنة هي بيئة تُوفر التناغم بين مختلف العناصر التي تُساعد الطفل وتُشجعه على ممارسة نشاط ما بنجاح، وبالتالي التعلّم والتقدم في اكتساب المهارات. يُمكن توجيه الآباء ومُقدمي الرعاية بطريقة مُبسطة حول كيفية استخدام البيئة بشكل أفضل لتشجيع النمو. على سبيل المثال: سنوزع عدة كتيبات مُعدّلة في مساحة الطفل المُباشرة ليتمكن من الاستكشاف وتصفح الصور والتأمل فيها. مثال آخر: سنضع طفلًا بدأ للتو بالوقوف بجانب أريكة منخفضة ليتمكن من الاتكاء عليها والوقوف بنجاح.
حتى مع وجود تأخر في النمو، فإنه من الممكن التدخل من خلال البيئة.
حتى عندما يُعاني الطفل من تأخر في النمو، فإننا نفحص قدراته مع مراعاة البيئة المحيطة. سنسأل أنفسنا عما إذا كانت البيئة التي ينشأ فيها تتيح له فرصة ممارسة أنشطة متنوعة بنجاح. إذا كانت كذلك، فسنضمن استمرارها في كونها تحديًا وتشجع على استمرار نموه. إذا لم تسمح البيئة بذلك، فسنبحث في كيفية تغيير البيئة بما يسمح للطفل أو يساعده على العمل بنجاح. لذلك فمن المستحسن أن يتكون أي تدخل علاجي لطفل يعاني من تأخر في النمو من العلاج الفردي والتوجيه للآباء ومقدمي الرعاية للتغييرات في البيئة. فيما يلي بعض الأمثلة التي توضح كيف يؤثر التغير البيئي على القدرة على اكتساب المهارات:
- إذا كان الطفل ضعيف البصر ويتعرض للبهر بسهولة، فإن التغيير البيئي يتمثل في عدم تركه يستلقي للعب أمام ضوء ساطع، بل وإغلاق الستائر أثناء اللعب.
إذا كان الطفل يجد صعوبة في رفع رأسه عند الاستلقاء على بطنه، فسنحاول تشجيعه بصوت عالٍ، مثلاً ضحكة عالية، كلما تمكن من رفع رأسه، وبالتالي خلق بيئة مشجعة. حتى يتمكن من حشد قوته ودوافعه لمواصلة ممارسة هذه القدرة وتعزيزها.
النصيحة الأخيرة:
لكل طفل استعداد وراثي للنمو والتعلم، ويحتاج إلى بيئة تُمكّنه من ذلك. أحيانًا، يكفي تنظيم البيئة وتقديم التغذية الراجعة المناسبة لتشجيع نشاط طفلك. حتى بالنسبة للأطفال الذين يعانون من تأخر في النمو، فإن تدريب الوالدين ومقدمي الرعاية على تكييف البيئة المحيطة بهم يُساعدهم على اكتساب قدرات جديدة، وسيكون دائمًا جزءًا من التدخل العلاجي.
مصادر:
1. Smith, L.B., & Thelen, E. (Eds.) (1993). A dynamic systems approach to development: Applications.Cambridge, MA: MIT Press.
2. Thelen, E., & Smith, L.B. (2006). Dynamic Systems Theories. In R.M. Lerner & W. Damon, (Eds), Handbook of child psychology (6th ed.): Vol 1, Theoretical models of human development, (pp. 258-312). Hoboken, NJ: Wiley.